ابن الوطن مشرف
عدد الرسائل : 33 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالب جامعي تاريخ التسجيل : 16/02/2008
| موضوع: سيكولوجية المتهور السبت فبراير 23, 2008 5:10 am | |
| بشكل عام هناك خلطاً بين مفهوم التهور والشجاعة ، وهو ان التهور يمثل درجة متطرفة ومبالغة فيها من الشعور بالشجاعة .ومثال ذلك الشخص المؤكد لذاته ، وهو الذي لا يعتدي على الآخرين ولا يتقبل إيذاء الآخر له ، ولكن عندما تزداد حدة التوكيدية عن معاييرها الصحيحة وتتطرف تصبح عدواناً على الآخرين . ان الزيادة في الكم ، أو النقصان فيه ، يعملان في كثير من الحالات إلى التحول من حالة إلى أخرى . أي ان الزيادة ، أو النقصان تؤدي في الوقت ذاته إلى إحداث تغير في الكيف . والشجاعة حالة معاكسة تماماً للجبن ، ولكنها اقل درجة من التهور ، متمثلة بالضبط الداخلي العقلاني . خصائص الشخص المتهور : أولاً – الخضوع لمبدأ المثير ورد الفعل : وهنا يعنى ثورة رد فعل المتهور من اقل الدوافع والأسباب ، فالمتهور تثور أعصابه بمجرد أدنى كلمة ، وعلى من يكون مصدرها حتى لو كان طفلاً صغيراً . كما ان الجبان حين يصدم بكلمة بسيطة ، يفر هارباً بسرعة ، في حين المتهور يندفع باتجاهين متناقضين : الأول : الانسحاب من الموقف بشكل متعثر . الثاني : الهجوم على مصدر المثير.ويكون هجومه كالشهب دون وعي وإدراك للعواقب . ثانياً – عدم الإفادة من المواقف التي ينخرط فيها : فالمتهور يدأب على التذرع بالتهور كمبدأ له ، وسلوكاً ثابتاً لا يتغير ، ولا يتبدل . وهذا يعني انه لا يستفيد من الخبرات السابقة والتي أبدى فيها تهوره . رغم النتائج الوخيمة التي مر بها ، عكس الشجاع تماماً ، الذي يتأنى ويستفيد من الخبرات السابقة بحيث لا يكرر أخطاء الماضي. ثالثاً – عدم البصر بالمستقبل : فالمتهور يتركز سلوكه في الموقف الراهن ولا يستطيع ان يمتد ببصيرته قيد أنمله إلى الأمام .كما انه لا يرد إليه حاسة التشوف للمستقبل ، وردود الفعل لديه والممكنة عاجزة حتى لو كان من مرتفعي الذكاء ، لان انفعالاته في تلك اللحظة هي المسيطرة ، فهو يركز إلى وقائع الحاضر وخبرات الماضي دون رؤية إدراكية لمترتبات المستقبل . رابعاً- سيطرة الانفعالات المختلفة على التفكير :عندما تسيطر الانفعالات تغيب معها العقلانيات ، ويتعطل التفكير المتأني ،أي ان السلوك يخضع للتهور ولا يمكن ان يكون في هذه الحالة منطقياً ، وحتما تكون نتائجه سلبية في كل الأحوال ، فالمتهور يهرول وراء انفعالاته . خامساً – عدم الاستفادة من خبرات الآخرين : المتهور لا يستفيد من تجاربه ، ولا من نصائح الآخرين له ، وعندما يقدم له شخص ما النصيحة يثور عليه ، لأنه يعتبر ذلك دخول في محطات المحذورات بالنسبة إليه وتدخل في خصوصياته ، وتعدٍ على شخصية المتهور. ويضيف الباحث (حمدونه) : سادساً – شعور المتهور دوما بنشوة الانتصار والتباهي المتعجرف : يتسم شعور المتهور دوما بعد ان تنتهي ثورة الغضب بنشوة من الفخر والانتصار ، وبأسلوب فج ، وبعيد عن الموضوعية في اغلب الأحيان . ديناميات الشخصية المتهورة : 1- تبلور الوجدان حول الذات : فالفرق بين الإنسان الشجاع والمتهور ، هو ان الشجاع يوزع وجدانه بين نفسه وبين الناس الذين يتعامل معهم ، ويترتب على هذا انه يهتم بالناس ويتقاسم معهم العواطف التي تهمه وتهمهم .فهو لا يحب نفسه وفي نفس الوقت يكن الكراهية للآخرين .أما المتهور فهو منغلق على نفسه ولا تمتد عواطفه تجاه الآخرين . 2- التقلب الوجداني : المتهور يتسم بتقلب العاطفة من الحب الشديد إلى الكراهية الشديدة والعكس ، فهو لا يعرف كيف يسيس عواطفه ،وكيف يثبت على حالة متزنة ومتسقة . 3- المبالغة في ردود الفعل : فالمتهور يصل به الأمر إلى حدود الجريمة لغياب تقدير الموقف لديه ، ونتيجة عجزه في التنبؤ وادراك المستقبل . 4- تضخم الخيال : المتهور تطغى علي خياله الأمور بشكل ضخم ، بحيث يعطي الأمور حجما في غير مكانه ، فهو يهول الأمور إذا كانت ضده . 5- الإرادة غير الملجمة : بالنسبة للشجاع يعرف الحدود التي يتوجب ان يقف عندها في حين ان المتهور لا يعرف حدودا يقف عندها ، فيتمادى في سلوكه وباندفاعاته حتى لو كانت ضد مصلحته . نتائج السلوك المتهور : 1- عدم اطمئنان من يعاشرونه إليه : وهو من الطبيعي ان الناس تبتعد عن تلك الشخصيات الاندفاعية والمتهورة إلا من لديهم إشكاليات نفسية .كما ان تلك الحالات تخشى الناس من مصاحبته نتيجة تصرفاته الرعناء . 2- الفشل في الحياة : المتهور دوما تهرب منه فرص النجاح نتيجة فقدان زمام السيطرة منه نتيجة تغلب السلوك الانفعالي عليه وغياب الإدراك العقلاني عنه .فهو دائم تكرار الخطأ . 3- الوقوع تحت طائلة الانتقام : فالمتهور دوما مستهدفا من الآخرين نتيجة رغبة الآخر بالانتقام منه ، فهو يترك دوما رصيدا كبيراً من الاعداء. 4- الانحدار إلى براثن الفقر : جميع حالات المتهورين تتعرض إلى الفشل في نسج العلاقات الاجتماعية ، والاقتصادية مما ينعكس عليها سلباً في الحياة . 5- الفشل في الحياة الزوجية : نتيجة المتهور في سلوكه ، تجد انه لا يعطي قيمة مقدسة لتلك العلاقات ، وتكون علاقاته بمن حوله علاقة باردة الوجدان ، وتسيطر عليها نعرات العربدة ، والعنف تجاه الآخرين ،حتى لو كانت الزوجة والأولاد .وهو في اغلب الوقت يشكل خطرا على أسرته نفسها بأثر تغلب عليه أسلوب فج ، وعنيف ، وحتمي بعيدا عن دفء العلاقة الأسرية | |
|
مؤيد زين الدين الادارة
عدد الرسائل : 74 العمر : 39 الموقع : فلسطين العمل/الترفيه : موظف قطاع خاص تاريخ التسجيل : 09/02/2008
| موضوع: رد: سيكولوجية المتهور السبت فبراير 23, 2008 10:11 am | |
| اشكرك يااخ عماد على هذا الموضوع الذي يكون لها كل الفائد لاخوة لنا في هذا الوطن من الشباب واتمنى منك المزيد لما فيه خدمة لهذا الجيل الجديد ولنغير فكر الشباب المهوس باشياء لا قيمة لها واشكر كل من يساهم في هذا المنتدى الذي يكون منبر لنا نحن الشباب | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: سيكولوجية المتهور الجمعة فبراير 29, 2008 2:21 pm | |
| مشكور أخ عماد على موضوعك الرائع ومعا نحو واقع شبابي افضل ( سَيد جروحي ) |
|