مجدل بني فاضل - دمعة رسمتها فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجدل بني فاضل - دمعة رسمتها فلسطين

منتديات شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــباب فلسطين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» على الجدران
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 2:26 pm من طرف مؤيد زين الدين

» كيف تشتري كمبيوتر؟؟؟؟؟؟
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالسبت أغسطس 14, 2010 5:34 pm من طرف مؤيد زين الدين

» النسيان في الكبر لا يعني بالضرورة الزهايمر
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالسبت أغسطس 14, 2010 5:31 pm من طرف مؤيد زين الدين

» قصه اعجبتني
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالسبت أغسطس 14, 2010 5:58 am من طرف عاشقة الدموع AE

» بعدك يا مجدل ليس جفا
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 03, 2010 11:03 am من طرف مؤيد زين الدين

» ماذا وجد الزوج عند زوجته عندما عاد من السفر ؟
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:11 pm من طرف ابو المجد خليل

» الن45طلاقة
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:02 pm من طرف ابو المجد خليل

» يا عدوي ....!
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 1:37 pm من طرف ابو المجد خليل

» دمعة فرح
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 1:34 pm من طرف ابو المجد خليل

» نابلس وقراها
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 1:18 pm من طرف ابو المجد خليل

حكمة الاسبوع
إن كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا من الشموع لا حراك فيها جامدة.. حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الاحياء... كل كلمة عاشت كانت قد اقتاتت قلب إنسان حي فعاشت بين الأحياء .. والأحياء لا يتمنون الأموات.

 

 عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو المجد خليل
عضو جديد
عضو جديد



ذكر
عدد الرسائل : 8
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 03/01/2010

عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ   عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ Icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 1:01 pm

من كتاب اليهوديه في العراء بين الوهم والحقيقة

عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ


فلسطين والعصور القديمة
ينقسم هذا البحث إلى قسمين:
أ-عصور ما قبل التاريخ: العصر الحجري القديم والوسيط والعصر الحجري النحاسي.
ب- العصور التاريخية التي بدأت بتكوين الإمبراطورية القديمة وكتابة التاريخ وهي: العصر البرونزي والعصر الحديدي.
ا- عصور ما قبل التاريخ: موقع فلسطين الجغرافي جعلها الجسر الذي ربط أقدم حضارتين وأرقاهما في التاريخ وهما حضارة مصر القديمة وحضارة بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا).
وقد زادت الحفريات الأثرية في فلسطين وغيرها من بلدان الشرق الأدنى معرفة البشرية بالأماكن والسكان الذين عاشوا مئات آلاف السنين قبل بدء تدوين التاريخ.
ودراسة حضارة الإنسان في عصور ما قبل التاريخ من خلال الأدوات والأسلحة التي كان يصنعها أو يستعملها والحيوانات التي كان يصطادها أو يدجنها والأماكن التي كان يسكنها أو يدفن فيها موتاه و توصل العلماء إلى طريقة يتم بها تحديد تاريخ المواد العضوية بالكربون المشع 14 وبذلك يصبح بالإمكان معرفة تأريخ بقية المخلفات الأثرية ومن المعروف أن الخطوات الأولى التي نقلت الإنسان من طور الهمجية (طور الصياد) جمع الغذاء إلى طور المستقر في مجتمع متحضر (منتج للغذاء) قد حصل في بلاد الشرق الأدنى.
وكانت فلسطين في ضوء المكتشفات الأثرية مهداً من أمهدة هذا التطور الحضاري الإنساني.
1) العصر الحجري القديم (500000 ق.م. – 14000 ق.م.): مرت فلسطين كباقي أجزاء المعمورة بتغيرات مناخية كثيرة خلال العصور الجيولوجية الموغلة منذ القدم.
وعندما أخذت الظروف المناخية تتحسن بدأت تظهر أوائل المخلفات البشرية من الأدوات الصوانية وهذه الأدوات مختلفة الأشكال فمنها ما كان يستعمل للصيد والدفاع عن النفس لقطع الأشجار والأخشاب.
جابت أقلام الباحثين على إعتبار فلسطين من الأماكن المهمة لدراسة هذا العصر حيث عثر على مخلفات العصرين الأبيفيلي والأشولي في عدد من الكهوف الواقعة شمال بحيرة طبريا في وادي المغارة على منحدرات جبل الكرمل القريبة من البحر المتوسط مثل مغارة الزطية وتمتاز الأدوات الصوانية والفؤوس الحجرية التي تعود إلى هذه الفترة الزمنية بكبر حجمها وثقل وزنها ومن الجدير ذكره أن الأدوار المتأخرة من هذا العصر حسن الإنسان تشذيب أدواته الصوانية فصنع البلطات الصوانية الرقيقة التي كانت تعمل في قطع الأشجار وقتل الحيوانات و أخذت أدوات الإنسان تميل إلى صغر حجمها وجودتها وتعدد أشكالها و أصبحت تلك الأدوات الصوانية جزءاً من أدواتهم فَجُعِلَتْ سلاحٌ مثبتٌ على شكل مقبض خشبي وقد وجدت هياكل عظمية بشرية تعود إلى تلك الأدوار في عدد من الكهوف المتفرقة في جبل المكبر وفي شمال غرب بحيرة طبرية وفي جنوب الناصرة حيث عثرعلى اثني عشر هيكلاً ترجع هذه الهياكل العظمية إلى الجنس البشري المسمى (نياندرتال) الذي يعده دارسو الأجيال البشرية حلقة مهمة في تطور الجنس البشري.
2) العصر الحجري الوسيط في فلسطين (14000 ق.م.-8000 ق.م.): يطلق عليه اسم الحضارة النطوفية نسبة إلى مغائر النطوف الواقعة شمال القدس حيث عُثر عليها أثناء التنقيب في داخل مغائر الكرمل وفوقها تشير إلى ظهور مجموعة بشرية جديدة ويتضح أن هذه الحضارة كانت فلسطينية محلية لم توجد إلا في المنطقة الممتدة من منتصف لبنان شمالاً إلى حلوان في مصر جنوباً أما أصل النطوفيين فهو غير معروف لحتى الآن.
تركزت هذه الحضارة على الساحل الفلسطيني فهناك أربعون من بين قرابة سبعين موقعاً مكتشفاً في المنطقة الساحلية.
عاش النطوفيون في المغائر والكهوف في جبل الكرمل ،والملاجئ الصخرية على المنحدرات الشرقية والغربية لتلال القدس والخليل ،وادي فلاح، والمغارة الكبيرة كما عاشوا في العراء في أريحا في حين سكنوا المنازل في عين المالحة بالقرب من بحيرة الحولة.
اعتمد النطوفي في عيشه على الصيد سواء كان برياً أو بحرياً أو جمع الثمار أو جذور النبات طبقاً للموقع الجغرافي الذي كان يسكن فيه كما اعتمد في دراسة النباتات طبقاً للموقع الجغرافي الذي يقطن فيه و دراسة الاقتصاد من خلال الأدوات التي كانوا يستعملونها وأهمها الأدوات الصوانية والتي كانت صغيرة مسننة لاستعمالها كجزء من المنجل والأجران حيث لوحظ قطع صوانية رقيقة صغيرة الحجم بأشكال مختلفة (ذات حد مستقيم وشكل هلالي من الخلف) وقد عثر في أحد كهوف جبل الكرمل على ما يزيد على أربعة آلاف قطعة من هذا النوع ومن بينها المكشط الصواني الذي يعتقد أنه استعمل لتنظيف جلود الحيوانات لإستعمالها في اللباس( ).
كما عُثر أيضاً في المواقع المختلفة على الكثير من عظام الغزلان مما يدل إلى الظروف المناخية الملائمة لعيش ذاك الحيوان في تلك الحقبة من الزمن وعُثر أيضاً على عظام كلاب.
وقد حمل بعض الباحثين إلى أن بعض المخلفات الأثرية كالمناجل الصوانية والأجران والمطارق الحجرية وعظام الكلاب على القول أن النطوفيين قد توصوا إلى حياة الاستقرار لأنهم كانوا يعيشون على الزراعة واستئناس الحيوانات الأمر الذي يعطي مدلولاً أن فلسطين أقدم موطن لاستقرار البشر رغم ما يكتنف هذا الأمر من خلاف إذ لا يرى بعض الباحثين أن هذه المظاهر كافية على استقرار الإنسان وأن بقية الأدوات والأسلحة التي وجدت تدل على أن المجتمع آنذاك كان يعتمد على الصيد في قوته .
كشفت الحفريات الأثرية في عين المالحة عن موقع فوق مساحة تقدر 2000 متر مربع فيه الكثير من البيوت ذات أساسات من الحجر و له أشكال دائرية تتراوح أقطارها بين 5-7م وكانت كل مجموعة من تلك البيوت مرتبة حول ساحة وفيها غرفة مبطنة بالطين يُعتقد أنها كانت لتخزين الغذاء.
وأهم ما يميز النطوفيين طريقة دفن موتاهم فقد كانوا يضعون جثث موتاهم تحت المناطق المأهولة بالسكان ففي مغارة الواد دفن أكثر من ستين فرداً في أرضها وكانت جثة الميت توضع بجانب المغارة وفي بعض الأحيان كانوا يدفنون جمجمة الميت فقط دون جسمه كما و عُثر على قلائد وحلي مصنوعة من الصدف وعظام الغزلان مرتبة على شكل حلقات حول رأس الميت.
أما عين المالحة فقد عثر على صبغة المغر الحمراء (أكاسيد الحديد) في قبر يعتقد أنه لرئيس قبيلة وكان يحتوي على هيكلان عظميان أحدهما لرجل والآخر لامرأة على رأسها بعض الصدف وكانت الجثتان محاطتين بطبقة من الطين ومغطتين بترابٍ تعلوه طبقة من الحجارة المرصوفة ويحيط بالقبر صف دائري من الحجارة الكبيرة نسبياً.
ومما لا شك فيه أن علاقات تجارية كانت قد نشأت بين النطوفيين ويؤكد ذلك القول تلك الحلي المصنوعة من الأصداف البحرية والتي يمكن الحصول عليها اليوم من شواطئ فلسطين على ضفاف البحر المتوسط وقد وجدت تلك الأصداف بكميات كبيرة بعيدة عن الساحل في عين المالحة وصحراء النقب كما يؤكد أن بعض الأجران الحجرية التي وجدت في مواقع أثرية في وسط البلاد كانت قد صنعت في شمال فلسطين.
وكان للنطوفيين اتجاهاتهم الفنية الخاصة بهم وقد تجسد ذلك في تمثال صغير من الحجر الرملي وُجد في مغارة الزويتيني ورأس آدمي محفور على العظم كما كُشف عن عدد من الأشكال المنحوتة من عظم الغزال في وادي فلاح ، وفي أريحا عُثر على رؤوس لسهام صوانية مع أعداد كبيرة من القطع الصوانية هلالية الشكل والتي تعود إلى الفترة الأخيرة من العصر الحجري الوسيط بفلسطين .
3) العصر الحجري الحديث في فلسطين (8000 ق.م.-4500 ق.م.): هذا العصر من أهم العصور في الحضارة الإنسانية يرجع ذلك لمعرفة الانسان إلى الاستقرار وما رافق ذلك من التطور من جمع الغذاء إلى إنتاجه.
وعلى الرغم من العثور على بيوت سكنية في عين المالحة كما ذكر من قبل لم يعثر على أي دليل على الزراعة وتدجين الحيوانات ويؤكد الباحثون أن أريحا من أهم المناطق في الشرق القديم تمثل فترة الانتقال النوعي من حياة الصيد إلى حياة الاستقرار ويقسم هذا العصر إلى مرحلتين هما: العصر الحجري الحديث ماقبل الفخاري والعصر الحجري الحديث الفخاري ( )
1) العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري (8000 ق.م.- 6000 ق.م.): جرى في تلك الحقبة التنقيب عن حفريات واسعة النطاق في أريحا وعثر على المخلفات الأثرية فوق الطبقات التي تعود إلى الفترة المتأخرة من العصر النطوفي وهي تعزز بدون شك على أن الإنسان قد عرف الاستقرار وأن هذه الحضارة ما هي إلا استمداد للحضارة السابقة حيث تطورت فيها الصناعات الصوانية وتقدمت على سايقتها وقد سميت حضارة العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري.
كما اكتشفت في الطبقات التي ترجع إلى هذه الفترة في أريحا بيوت مبنية على شكل دائري قطر البيت حوالي خمسة أمتار وقد بنيت هذه البيوت من الطوب المصنوع باليد والمجفف بحرارة الشمس فوق أساسات من الحجر أما أرض هذه البيوت فهي منخفضة قليلاً عن سطح الأرض وكانت جدران أو أرضيات هذه البيوت مغطاة بطبقة من الطين الأبيض وقدر عدد سكان أريحا آنذاك بنحو 2000 شخص حيث لم تكن تلك المدينة مُسَوَّرة في البدء وبعد أن اتسعت الحياة فيها وازدهرت بمرور الزمن أُقيم سوراً متيناً مبنياً من الحجارة المتراصة عرضه 1.82 م من الجهة الجنوبية والشمالية في حين ارتفع في الجهة الغربية إلى ما يقرب 3.64م حيث ضم السور برجاً دائرياً يتوافق زمن بنائه مع بناء السور وكانت الغاية من بنائه الدفاع عن المدينة وقد وجد داخل البرج درجاً مكون من 22 درجة وفي الأسفل منه فسحة كممر إلى الباب الذي يقع في الناحية الشرقية من البرج كما لوحظ وجود قناة لتسريب الماء من أعلى البرج إلى خزان مياه بالقرب منه وهناك مخزن آخر في الجهة الجنوبية من البرج يُعتقد أنه استعمل لخزن الحبوب.
ومن الجدير ذكره في هذا الصدد أن البرج ما زال قائماً إلى اليوم ويبلغ ارتفاعه 9.14م.
ويظهر من المخلفات الأثرية أن تاريخ هذه التحصينات الدفاعية طويل جداً وأنها أُقيمت على ثلاث مراحل رئيسية وبُني خلفها عدد من المنازل.
وتبين من دراسة بعض المواد الخشبية المتفحمة التي وجدت في أرضيات تلك المنازل إلى أن البرج يعود إلى 7000 ق.م. أي أن هذا الصرح المعماري الهائل قد بُني قبل بناء الأهرامات في مصر بنحو أربعة آلاف سنة.
كما يُستنتج أن البرج والسور قد استخدم فيه الأيدي العاملة الأمر الذي يشير إلى وجود إدارة مركزية للتخطيط والتنظيم و العمل.
مما لا شك أن نجاح الأساليب الزراعية في تلك الحقبة قد ساهم في هذا التقدم الحضاري الذي شهدته مدينة أريحا ومن المرجح أن المزروعات كانت تُروي من نبع في عين السلطان مما يدلل على وجود قنوات رئيسية وأخرى فرعية لضمان وصول المياه إلى الحقول.
كما ينبئ النظام الدفاعي الهائل و نظام الري بوجود نظام اجتماعي متطور كان يخضع لسيطرة إدارية يمكن اعتبارها نواة لحكومة محلية.
أما بشأن اقتصاد المدينة فمن غير المعقول أن يكون هذا الثراء بسبب الصيد والزراعة فقط لا بد أن يكون هناك مصدراً آخراً له أهمية كما يراه معظم الباحثين في التجارة سواء كانت تجارة داخلية أم خارجية ويؤكد هذا الرأي إلى الموجودات الأثرية فهناك إستيراد الأدوات المصنوعة من الحجارة البركانية السوداء التي وجدت في أريحا يُعتقد أنها من بلاد الأناضول أو قبرص وفي المقابل صدرت أريحا الأملاح المشهورة بها والموجودة بكثرة من منطقة البحر الميت إلى هذه البلاد.
وعلى حين توصل النطوفيون في أريحا إلى حياة الاستقرار بينما كانوا في المناطق الأخرى من فلسطين يعيشون حياة التنقل والصيد ففي وادي الطاحونة قرب بيت لحم ظهرت أدوات صوانية على شكل مخارز وسهام ترجع إلى العصر الحجري الحديث ويعتقد أن هؤلاء كانوا يعيشون على الصيد ولا دليل يشير إلى معرفتهم الزراعة وتسمى هذه الحضارة في فلسطين بالحضارة الطاحونية.
وأظهرت الحفريات في أريحا أن المدينة دمرت في أواخر هذه الفترة لسبب ما وظهرت بعد ذلك حضارة جديدة سميت حضارة العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري (ب) وهي تختلف عن سابقتها وخاصة في الناحية المعمارية المتطورة إذ كانت البيوت واسعة و لها أبواب ومحاطة أحياناً بأعمدة خشبية وكان شكل البيوت مربعاً بزوايا مستديرة تقريباً ومبنية من الطوب المجفف بالشمس والمصنوع باليد أما أرضيات البيوت فقد غطيت بطبقة من التراب الأبيض وكان البيت يتكون من غرفة رئيسة محاطة بحجرات أخرى صغيرة لإستعمالها كخزانات للماء.
اختلفت الصناعات الصوانية في هذه الفترة عن صناعات الفترة السابقة فظهرت السكاكين الطويلة ذات أشكالٍ متعددة فمنها الرقيقة والصغيرة الحادة المسننة ولها مقابض خشبية الرقيقة واستعملت كمناجل كذلك عرفت المثاقب والمكاشط الصوانية التي استعملت في كشط وتنظيف جلود الحيوانات إلى جانب هذا كله عثر على بعض المطاحن والمدقات الحجرية التي كان لها أشكال متميزة ،أما رؤوس السهام فقد وُجد القليل منها.
وقد عُثر على الكثير من عظام الحيوانات مثل الغنم والخنازير والبقر إلى جانب اكتشاف بعض الحبوب المتفحمة ويستدل من هذه المخلفات على أن الزراعة كانت تشكل الجزء الأكبر من الاقتصاد في تلك الفترة من الزمن .
دلت الموجودات الأثرية على وجود علاقات تجارية خارجية بين أريحا وأجزاء أخرى من العالم و اكتشفت بعض قطع الفيروز التي جاءت من سيناء كذلك عثر على بعض أنواع الصدف على سواحل البحر المتوسط.
لم يعرف الكثير عن ديانة هذه الجماعات فقد عثر على بعض التماثيل الصغيرة لحيوانات فن المحتمل أنها قدمت نذوراً لآلهة كانت تُعبد آنذاك و من أهم هذه التماثيل تمثال طوله 5سم يمثل امرأة صغيرة السن ترتدي ثوباً وذراعاها مرتكزان على جانبيها ويداها تحت ثدييها و رأس التمثال مفقود ويرمز هذا التمثال إلى الإله الأم الذي عُبد في فترات وأماكن مختلفة عند الأقوام البدائيين وكانت ترمز للخصب ، كما كُشف عن أربعة تماثيل من الجص أحدها تمثال نصفي في أرضية أحد المنازل.
ومن المظاهر الدينية في تلك الحقبة وجود غرفة صغيرة افترض أنها كانت مكاناً للتعبد وفي أحد جدرانها وجود (كوة) بشكل نصف دائري يكون بداخلها حجر أملس بحجم الحنية ويُعتقد أن ذلك مظهراً من مظاهر التقديس آنذاك.
وأهم الاكتشافات ذات الدلالات الدينية والفنية في أريحا وجود عشر جماجم غطيت معظمها بالجص وزُخرف بعضها برسومات على شكل إنسيابي لتظهر الأشكال قريبة من الأشكال الطبيعية ولهذه الجماجم دلالة واضحة على المستوى الفني الراقي والحضارة التي توصل هؤلاء الأقوام إليها ولوحظ وجود عادة تقديس الأجداد عندهم.
وعثر في قرية أبو غوش غرب أريجا على بيوت ومخلفات أثرية تعود إلى نفس الفترة وتتشابه مع تلك التي أُكتشفت في أريحا كذلك تبين بعض المظاهر المعمارية العالية والموجودات الأثرية التي تعود إلى العصر ذاته في الموقع الأثري في وادي فلاح وفي تل الفارعة قرب نابلس.
وقد دلت الدراسات الأنثربولوجية لعظام الأقوام في هذا العصر إلى أنهم من بني البشر المتحضر والتوزيع الجغرافي لأماكن وجودهم حيث قدموا إلى فلسطين من الشمال عبر وادي الأردن كما وجد تطابق بين المخلفات الأثرية في الكثير من المواقع في فلسطين وبين تلك التي وجدت في رأس شمرا ، وتل الرماد جنوب غرب دمشق ، ومواقع أخرى في هضبة الأناضول .
2) العصر الحجري الحديث الفخاري في فلسطين (6000ق.م.-4500ق.م.): دلت الحفريات الأثرية أن الفخار عُرف لأول مرة في فلسطين لدى جماعات بشرية جديدة كانوا يعيشون في بيوت على شكل حفر في الأرض غطيت جوانبها بطبقة من الطين الأبيض والحجارة الصغيرة ، وعلى الرغم أن الوافدين الجدد لفلسطين عرفوا صناعة الفخار إلاًّ أنهم أقوامٌ غير متحضرين في أمورٍ أخرى كما اختفت الصناعات الصوانية والحجرية المتقدمة ظهرت بدلاً منها صناعات غير متقنة أقل جودة .
ومن خلال دراسة خصائص الفخار في أريحا قسم هذا العصر إلى مجموعتين حضاريتين سيجري الحديث عنهما بإيجاز .
المجموعة الحضارية الأولى للفخار (أ) نوعان: خشن وناعم والفخار الخشن كثير الشوائب وعجينته ممزوجة بالكثير من القش أو التبن الخشن ليزيد تماسكها ودرجة حرارة حرقه أقل لذلك فهو هش سهل الكسر.
أما النوع الآخر ففيه نسبة أكبر من القش ودرجة حرارة حرقه أعلى من النوع الأول ولكن الاختلاف الرئيس بينهما هو أن جسم الإناء في النوع الثاني قد غطي بطبقة من البطانة الصفراء الباهتة ظاهرة بأشكال زخرفية مختلفة وتتصف أشكال الأواني في كلا النوعين بسيطة بدائية كما ظهرت الصحون بقواعد مستوية و الجرار كانت شبه دائرية.
لم يُبْن مساكن حجرية نهائياً لأقوام حضارة المجموعة (أ) (للفخار بفلسطين) في حين بنيت المنازل في حضارة المجموعة (ب) من الطوب المصنوع باليد على أساسات حجرية ويُلاحظ في هذه الحقبة أن الفخار ظهر أكثر إتقاناً وأدق صنعاً وظهرت له أشكال جديدة كما وزُخرفت الأواني بزخارف محفورة في جسم الإناء على شكل عظام السمك وبأشكال هندسية دقيقة جداً.
وهناك موقع آخر ينتمي إلى هذا العصر يقع عند ملتقى نهر اليرموك بنهر الأردن هو ما يُعرف بشعاب الجولان وقد سميت حضارة شمال فلسطين في هذا العصر بحضارة اليرموك حيث لم يُكشف في هذا الموقع على مبان وإنما وجد الكثير من الفؤوس والأزاميل والمخارز والمناجل الصوانية المصقولة ، الطواحين والمدقات الحجرية وقليل من رؤوس السهام الصوانية .
لوحظ أن الفخار في هذا الموقع الأثري خشن للأسباب سالفة الذكر وظهرت بعض سطوح الأواني ناعمة وأحياناً مبطنة وكانت الأشكال الفخارية كبيرة ذات قواعد مستوية وقد ظهرت أيضاً الزخارف المعروفة بشكل عظام السمك وأشكال هندسية متعرجة.
وهناك تشابه بين أشكال الفخار في هذا الموقع الأثري وتلك التي وجدت في أريحا مما يدل على وجود علاقة بين هاتين المنطقتين.
وقد اكتشف تمثال امرأة من الحجر الكلس وعُثر على الكثير من الحصى الصغيرة التي حاول الفنان أن يشكل منها تماثيل آدمية.
وكانت حرفة سكان شعاب الجولان مزارعين اعتمدوا في معاشهم على الزراعة وتربية الحيوانات إلى جانب الصيد وقد عثر في الموقع نفسه على أدوات غزل مصنوعة من الأحجار ومخلفات أثرية تأخذنا إلى الاعتقاد بأنهم عرفوا النسيج.
ومن خلال الدراسة المقارنة للمخلفات الأثرية بين المواقع المختلفة في فلسطين التي تعود للفترة نفسها في منطقة العمق ، ورأس شمرا في سورية ، وفي الساحل اللبناني اتضح أن هؤلاء القادمين الجدد الذين أدخلوا استعمال الفخار إلى فلسطين قد وفدوا من شمال سورية وأنهم قد دخلوا فلسطين من مناطق متعددة وخلال فترات مختلفة وأن هذا قد وقع عن طريق الهجرات البشرية وليس عن طريق المبادلات التجارية.
3 ) العصر الحجري النحاسي في فلسطين (4500ق.م.-3300ق.م.): يُستدل من التسمية على أن النحاس قد استعمل جنباً إلى جنب مع الحجارة والصوان في هذه الحقبة الزمنية و هناك مواقع أثرية كثيرة تعود إلى هذه الحضارة على الرغم من عدم العثور على أية قطعة نحاسية في تلك الحضارة وجدير بالذكر في هذا المقام أن النحاس لم يصبح المادة الوحيدة لصنع جميع الأدوات في هذه الفترة بل ظل معظمها من الصوان لأن النحاس كان لا يزال مادة ثمينة لم تستعمل للأغراض اليومية.
كما أُطلق على هذه الحضارة اسم الحضارة الغسولية نسبة إلى تليلات الغسول شمال البحر الميت في شرق الأردن وقد كُشف عن عدة مواقع من هذه الحضارة في منطقة بئر السبع وأهمها بئر الصفدي وخربة البيطار وتل أبو مطر و يقع ذلك التل على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب بئر السبع كما حُفر عدد من الكهوف للسكن في الطبقات الصخرية لها ممرات أفقية حُفرت عند طرف التل ويتم الوصول إلى بعضها الآخر بحفر عمودية حفرت في جوانبها كما استدل على وجود أماكن للأرجل والأيدي لتقي المرء خطر الانزلاق والسقوط كما لوحظ أن الكهف يتصل بممرات أو دهاليز تؤدي إلى غرف عددها خمس أو سبع جدرانها مبطنة بالقصارة ويعتقد استعمال بعض هذه الغرف كآبار لتخزين الماء كما كان في بعضها الآخر صوامع للغلال تتسع الواحدة منها حوالي 1800 كغ من الحبوب وتشير الحفريات إلى وجود ثلاث مراحل سكنية تحت الأرض كما تبين تغير كبير في البناء إذ أقيمت البيوت السكنية فوق الحفر التي امتلأت خلال تعاقب الفترات القديمة وهذه تُعد مرحلة رابعة .
غلب على أدوات هذا العصر الصوانية طابع الدقة في الصناعة فظهرت المناجل والمكاشط ذات الشكل المروحي والفؤوس الصوانية أما الطواحين الحجرية فكانت بسيطة الشكل كما وجدت صحون وأوان مصنوعة من الحجر البازلتي.
ومن الجدير بالذكر أن فخار هذا العصر خشن و مصنوع باليد ومحروقاً جيداً قوي وقد ظهرت له أشكال جديدة مثل الجرار ذات الفتحات الواسعة والصحون كراوية الشكل والأواني المخروطية والتي تشبه شكل مخضة اللبن ولوحظ أن الزخارف على الفخار نوعان: بارزة وبشكل لفائف الحبل وزخارف هندسية ملونة بالأسود أو الأحمر وكانت أدوات المطريين الصوانية والحجرية وفخارهم بشكل عام في تلك الحقبة أشبه بأدوات فخار تليلات الغسول.
عاش سكان تل أبو مطر على الزراعة ولم يمارسوا الصيد بدليل عدم العثور على رؤوس سهام صوانية في الموقع وتشير صوامع الغلال الكثيرة إلى أن محصولهم كان وفيراً رغم بيئتهم القاحلة والقافرة وقد دلت العظام التي وجدت على أنهم كانوا قد دجنوا الغنم والبقر.
وهناك أدلة كافية تثبت أنهم قد عملوا في تعدين النحاس وكانت الخطوات في ذلك تبدأ بتجزئة الخامات ثم وضعها في مواقد مكشوفة وصهرها في أفران أنشئت خصيصاً لهذه الغاية وبعد ذلك كانت المادة الناتجة عن الصهر تؤخذ وتنقى في بوتقات وتصب في قوالب ويعد هذا الموقع من أقدم المواقع التي عُثر فيها على الأدلة الكاملة على عملية التعدين فقد عُثر على الكثير من المواد الخام الغنية بالنحاس مع الشوائب الناتجة عن عملية الصهر.
ومن المحتمل أن يكون سكان تل أبو مطر قد حصلوا عل خامات النحاس من مناجم النحاس في تمنة والتي تقع على بعد ثلاثة كيلومترات شمال أم رشرش في جنوب فلسطين أو من فينان قرب حنانا في شرق الأردن.
وفي ضوء الحفريات التي تمت في تمنة (قرب جبل الردادي والمناعية) اعتبر هذا الموقع من أقدم مراكز تعدين النحاس كما وعُثر على الكثير من المناجم والأدوات اللازمة للحصول على الخامات والأفران ومخلفات عملية الصهر في الموقعين رقم 24و39 أ وقد يعود ذلك إلى العصر الحجري النحاسي ولكن الحقيقة أن الموقع يحتاج إلى المزيد من الدراسة.
على كل حال يُفترض أن تكون قد قامت هناك تجارة منظمة بخامات هذا المعدن لعدم توفرها في تل أبو مطر ويُعتقد أيضاً أن يكون المطريون قادرين على إنتاج المواد الغذائية الكافية لتزويد العاملين بالنحاس و ما هذا إلا قرينة هامة على الانتقال من حياة الاكتفاء الذاتي في مجتمعات العصر الحجري الحديث إلى حياة التخصص والاعتماد على الذات.
ومن بين الصناعات الأخرى التي اشتهرت في بير الصفدي صناعة العظم والعاج و أن سورية كانت مصدراً للعاج في ذلك الوقت.
كما اكتشفت عدة مواقع أخرى تعود إلى العصر نفسه في المنطقة الواقعة بين جبال الخليل والبحر الميت وأهمها أم قطفة ، وأم قلعة ، وعراق الأحمر، ومغائر مربعات وعثر في هذه المناطق على فخار يشبه فخار منطفة بير السبع والفخار الغسولي وعثر في المنطقة الواقعة بين نبع عين جدي ووادي محراس على الكثير من الفخار والسلال والأخشاب والعاج والمخلفات الجلدية ولكن أهم ما اكتشف مجموعة من الأدوات النحاسية بلغ عددها 400 قطعة وكان من بينها الصولجانات والدبابيس والخواتم والأشكال الأخرى الكثيرة وأثبت التحليل الكيميائي أن معظم تلك القطع نحاسية مع وجود نسبة فيها من الزرنيخ.
وفي الخضيرة على السهل الساحلي اكتشف فخار يعود تاريخه إلى هذا العصر و أواني تحتوي على عظام موتى وكان بعضها يشبه البيوت ذات السطوح المستديرة أو الهرمية وهذا دليل على شكل البيوت خلال تلك الحقبة ، وهذه الأشكال تأخذنا إلى حاجة الموتى لتلك المساكن في هذه الحقبة.
لم تكن حضارة العصر الحجري النحاسي في فلسطين نتيجة تطور حضاري محلي بل كانت حضارة مستوردة يُعتقد أنها جاءت من الشرق أو الشمال الشرقي وهذا دليل آخر على أن هذه الحضارة تفوق هذه الحضارة تطوراً وهذا إثبات أن هذه الحضارة قد انقرضت دون الارتباط بما سبقها أو لحقها من الحضارات في فلسطين.
وتشير الدراسات الأنثربولوجية إلى أن بداية هذه الحضارة متوافقة زمنياً مع قدوم أقوام جدد إلى فلسطين يشبهون قصار الرؤوس ويرجع أصل هذه المجموعة البشرية إلى هضبة الأناضول في تركيا لما لها من دور هام في اكتشاف النحاس وصناعته ولكن هذا كله ليس إلا اجتهادات بناءً على قرائن تحتاج إلى الأدلة.
لا يتفق الكثير من الباحثين الأثريين حول الفترة الواقعة بين العصر الحجري النحاسي والعصر البرونزي المبكر حيث اتسمت بقدوم جماعات بشرية جديدة على الرغم من تأكد بعض الباحثين على أن هذه الفترة الأخيرة من العصر الحجري النحاسي يجعلها آخر الفترة الأولى من العصر البرونزي المبكر وهناك مجموعة أخرى من الباحثين أطلقت عليها فترة بدء المدنيَّة احتذاءً بحضارتي مصر والعراق.
على كل حال امتازت بداية الألف الثالثة قبل الميلاد بظهور الإمبراطوريات العظيمة في الشرق القديم وقد رافق ذلك التوصل إلى الكتابة والبدء بتدوين التاريخ ومن ذلك الوقت بدأت العصور التاريخية في فلسطين( )















ب) العصور التاريخية:
1- العصر البرونزي في فلسطين (3200 ق.م.-1200 ق.م.):
1) العصر البرونزي القديم(3200ق.م.-200ق.م.): يبدأ هذا العصر في فلسطين بظهور أعداد كبيرة من المدافن الرأسية تنسب إلى جماعات قضت على حضارة العصر الحجري النحاسي أو حضارة غسول- بئر السبع ولم ينقب حتى الآن عن مستوطنات تتناسب مع الأعداد الكبيرة لهذه المدافن وقد حفرت المدافن في الصخر أو في الأرض الطبيعية ويتفرع من مداخلها غرف (تجاويف) يتراوح عددها بين واحدة وأربع غرف وجد بداخلها عدد كبير من الهياكل العظمية ويرافق أكثرها أوان فخارية وبازلتية وبعض الأدوات البرونزية.
أما المرحلة التي تلي المدافن ذات المداخل الرأسية فتميزت بظهور المدن التحصينية أو الدفاعية التي قامت على هضاب مرتفعة ذات طابع تحصيني أو استراتيجي وقد انتشرت هذه المدن بأعداد كبيرة في الشمال والوسط ولم يكن توزعها واحداً في المناطق المختلفة حيث ارتبط وجودها بالأراضي الزراعية ومصادر المياه وطرق التجارة ومن أهم هذه المواقع تل القدح وخربة الكرك بالقرب من بحيرة طبرية وبيسان والعفولة وتل تعنك وتل المتسلم (مجدو) في مرج ابن عامر ورأس الناقورة في الشمال على الساحل الفلسطيني وأريحا القديمة ( تل السلطان) وبال الذراع وغيرها من وادي الأردن وتل الفارعة إلى الغرب من نابلس وتل عاي وتل النصبة شمال القدس وتل الدوير (لاخيش) وتل عراد وتل بيت مرسيم في الجنوب وعشرات المواقع الأخرى .
لقد زاد عدد سكان فلسطين في الألف الثالثة قبل الميلاد وكبرت المدن وأصبح لها قوة سياسية واقتصادية ويمكن تسمية تلك الفترة بعصر دويلات المدن وكانت المدينة تضم على الأغلب معبداً أو يزيد وبعض المرافق العامة و كانت المنازل بأحجامٍ متعددة وكانت مادة البناء في تلك الفترة من اللبن المجفف على أساسات من الحجارة الملساء وقد رافق حياة المدينة ما يلزمها من تطور في الصناعة والتجارة ومن الصناعات الرئيسة السائدة في تلك الحقبة الفخار والنسيج والأدوات البرونزية والحجرية وأدوات الزينة والأختام المنبسطة والأسطوانية وبعض القطع الذهبية،كما شهدت المنطقة تقدماً في مجال الزراعة مثل : زراعة الحبوب والزيتون واللوز واستطاع الانسان على أرض فلسطين في الألف الثالثة قبل الميلاد استغلال موارد النحاس وخلطها بنسبة معينة من مادة القصدير لينتج البرونز وكما كان هناك فائضاً من الإنتاج الصناعي والزراعي الأمر الذي استدعى قيام تجارة رائجة مع شمال سورية والأناضول وبلاد ما بين النهرين ومصر.
و ارتبطت عادات الدفن بالتقاليد الدينية السائدة في تلك الفترة وكانت أشكال المدافن المستطيلة التي تشبه البيوت والمعابد البرونزية ويتجلى ذلك ما كشف عنه في باب الذراع بمنطقة اللسان شرق البحر الميت حيث كشفت الحفريات هناك عن مدينة مسورة فيها عشرات المدافن وجدرانها من الطوب ومداخلها من الجانب العريض وفي مقدمتها باحة صغيرة مرصوفة ويُعتقد أن المدفن إما لعائلة أو لمجموعة بشرية دُفنت عبر مرحلة طويلة من الزمن وهناك أمثلة تدل على ذلك مثل حرق الموتى قبل دفنهم كما هي الحال في مقابر خربة الكرك والمدافن المستطيلة في باب الذراع ( ).
ويُلاحظ انتهاء العصر البرونزي القديم بمرحلة انتقالية يكتنفها بعض الغموض مما جعل العاملين في الآثار يختلفون في تصنيف مادتها الحضارية وكثرت في هذه المرحلة أعداد المدافن وكانت تسمى المدافن المدببة وترجع الباحثة كاثلين كنيون وغيرها إلى ما بين العصريين البرونزي القديم والبرونزي الوسط ويؤكد الكثير من العلماء أن أصحاب هذه المدافن ساهمت في القضاء على مدن العصر البرونزي القديم وقد حفرت هذه المدافن في الصخر أو الأرض الطبيعية ويتفرع من مدخل الواحد منها غرفة جانبية أو أكثر كما وضع على فوهة المدفن كوم من الحجارة وهذا سبب تسميتها بالمدافن المدببة وأهم ما يميزها أنها استعملت للأفراد بخلاف المدافن التي سبقتها في الألف الثالثة قبل الميلاد وغالباً ما تنسب المدافن المدببة ومحتوياتها إلى جماعات الأموريين .
2) العصر البرونزي الوسيط في فلسطين (2000ق.م.-1550ق.م.): امتاز هذا العصر عن غيره من العصور السابقة بتوافر مصادر الكتابة التي تشير إلى الأوضاع والحوادث التاريخية التي مرت فيها سورية وفلسطين وقد شهد النصف الأول للألف الثاني قبل الميلاد حكم الهكسوس (ملوك الرعاة أو الملوك الأجانب) الذين تولوا السلطة في مصر لمائتي سنة وسيطروا على سورية وفلسطين من القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن السادس عشر قبل الميلاد (الأسرة الفرعونية 13 –الأسرة الفرعونية 18).
مازال هناك خلافاً حول أصل الهكسوس إذ يقول بعض الدارسين إنهم من الهنود الأوربيين أو إنهم ساميون في حين يعتقد فريق ثالث أنهم خليط من الجنسين والواضح من المخلفات التي تركوها أنهم كانوا يقتبسون عادات البلاد التي حلُّوا فيها وأن بعضهم يحمل أسماء سامية وبعضهم الآخر يحمل أسماء مصرية قديمة.
أبرز ما يميز الهكسوس في فلسطين تحصينات المدن والقرى بطريقة لم تكن معروفة أو منتشرة من قبل فغالباً ما كانوا يحيطون المواقع بأسوار تدعمها من الخارج بطبقات ردم استنادية مدكوكة من التراب وفتات الصخر الجيري والطوب مدعمة وكانت تأخذ الأسوار شكل المستطيل ويتخللها بوابات حجرية كبيرة.
تتميز الأواني الفخارية لهذه الفترة بالجودة المتناهية من حيث الصناعة والشكل ولاسيما أواني الزهور والصحون التي تنحني أكتافها نحو الخارج والأواني الأخرى التي تشبه الأشكال المعدنية( ).
ووجدت غالبية الأواني الفخارية والمكتشفات النادرة في المدافن حيث كان يدفن الموتى مع أثاث البيوت والحلي وغيرها من مقتنياتهم الخاصة مثل العربات إضافة إلى هذا القول أن الأواني الفخارية استخدمت مما يستدل إعطاء تاريخ دقيق لطبقات هذا العصر كما عثر على أعداد من الأواني الرخامية التي مصدرها من مصر أو يُعتقد أنها تقليد للصناعة المصرية والجدير بالذكر بروز ظاهرة فنية تميز فترة الهكسوس عن غيرها وهي الزخرفة الحلزونية المتنوعة التي توجد بشكل خاص على الأختام والجعلان والأواني الفخارية ويلاحظ أن المدافن لم تكن واحدة دائماً إذ أعيد استعمال بعض المقابر من المرحلة الانتقالية السابقة والقبور في العادة محفورة في الأرض الطبيعية أو الصخر ولها مداخل رأسية أو جانبية والمدافن الجماعية هي الأكثر شيوعاً كما هي الحال في تل الفارعة وأريحا وتل الدوير ومواقع أخرى في جنوب فلسطين.
ومن الأهمية أن نشير إلى المدن المحصنة والممثلة لفترة الهكسوس وهي تل القاضي (دان) وتل القدح شمال بحيرة طبرية وأريحا ودير علا في غور الأردن وتل بلاطة بالقرب من نابلس وتل المتسلم (مجدو) في مرج ابن عامر وتل الدوير وتل العجول في غزة جنوب فلسطين وتل صافوط وسحاب بالقرب من عمان وتظهر مثل هذه التحصينات أيضاً في تل اليهودية في مصر وفي كركميش وتل العطشانة (الالاخ) ورأس شمرا (أوغاريت) وتل مرديخ (ابلا) في شمال سورية.
3-العصر البرونزي المتأخر(1550 ق.م.-1200ق.م.)
بدأ هذا العصر منتصف القرن السادس عشر قبل الميلاد بانتهاء حكم الهكسوس لمصر ووقوع فلسطين وشمال سورية تحت الحكم المصري المطلق ولا دلالة على المكتشفات الأثرية الكثيرة المتأثرة بالطابع الفني المصري أو المستوردة من مصر فحسب بل دلت عليه أيضاً الوثائق المعروفة برسائل تل العمارنة التي بينت معلومات تفصيلية عن علاقة سورية وفلسطين بمصر والحملات العسكرية .
وهناك إشارات واضحة لحملات الفراعنة العسكرية على فلسطين وسورية وقد كشفت الحفريات الأثرية عن أعمال تدمير في عدد من المدن الفلسطينية من جراء أعمال العنف وما رافقها من تبعية لمصر في العلاقات التجارية المتزايدة مع المناطق الساحلية المختلفة من البحر المتوسط.
استناداً و اعتماداً على المصدرين التاريخيين والأثريين يمكن تقسيم هذا العصر إلى مرحلتين رئيستين تنتهي الأولى في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد وتنتهي الحقبة الثانية مع نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
في المرحلة الأولى أعيد بناء عدد لا بأس به من مدن العصر البرونزي الأوسط حيث ظهرت مجموعات ملونة من الأواني الفخارية والتي تشير إلى وجود علاقات تجارية مع الشمال من جراء التأثير الحوري بشرق البحر المتوسط إذ أصبحت الأواني الفخارية المستوردة من قبرص والجزر الإيجية (الميكانية) والتي ظهرت في قبرص أواني أخرى مصدرها فلسطين وتدل المكتشفات الأخرى من تل المتسلم (مجدو) وغيره على وجود علاقات حميمة مع شمال العرق.
كشفت الحفريات في كل من تل القدح وتل بلاطة وتل الفارعة الجنوبي وتل الدوير عن أن قوام مدن هذه المرحلة كانت في العادة قلعة تتضمن قصراً ومعبداً ومباني إدارية وكان المعبد في بعض هذه المواقع هو المبنى العام الرئيس مثل تل الدوير ومعبد تل دير علا في الغور الأوسط.
وكشفت الحفريات النقاب عن عدد من المدن الأخرى في تل المتسلم وبيسان وأريحا وتل بيت مرسيم وبيتين وتل القاضي وسحاب إلى الجنوب الشرقي من عمان وغيرها.
ينتهي العصر البرونزي سالف الذكر بتدمير الكثير من المدن الرئيسية ويحاول علماء التوراة إعادة هذه المدن إلى القبائل العبرية التي ورد ذكرها في التوراة لكن الشواهد الأثرية في المواقع التي جرت فيها أعمال تنقيب لا تؤيد هذا الزعم وتدحضه على الاطلاق.
2- العصر الحديدي(1200ق.م.-330ق.م.):
و يقسم هذا العصر إلى ثلاث مراحل رئيسية حيث اكتشف فيه الحديد يصنع بشكل واضح .
وتتسم بداية هذا العصر بتحولات اجتماعية واقتصادية وعمرانية متنامية تميزها عن الفترات الزمنية التي سبقتها ففي القرنين الثالث عشر والثاني عشر قبل الميلاد شهدت فلسطين والأردن وشمال سورية تأسيس عدد من الممالك واستقبلت مجموعات مهاجرة من مناطق مختلفة أبرزها هجرات شعوب البحر وبينهم الفلسطينيون أو الشعب الفلسطيني بعد هزيمته من الفراعنة (الهكسوس).
يظهر أن مجموعات الفلسطينيين جاءت إلى جنوب كنعان بشكل تدريجي لكنهم استطاعوا بناء قوة سياسية مع بداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد وأسسوا عدداً من المدن على الساحل أهمها عسقلان ثم أسسوا مدناً أخرى على امتداد معظم الأرض الفلسطينية غرب نهر الأردن ومن هنا جاءت تسمية (فلسطين) والتي أصبحت تطلق على الأرض الفلسطينية المعروفة اليوم منذ القرن السادس قبل الميلاد.
ظهر في المواقع الساحلية أيضاً لاسيما في الجنوب صنف جديد من الفخار له أصول إيجية من حيث الشكل والزخرفة ولكنه من صنع محلى يتميز هذا الفخار بعناصر زخرفية بها خطوط متوازية ومموجة أحيانا و تتوسطها صور طيور وأفاريز حلزونية أو نصف دائرية وقد وجدت أمثلة متشابهة لهذه الأواني في جزيرتي قبرص ورودس.
امتزج الفلسطيون بالكنعانيين بسرعة واستعملوا لغتهم وعبدوا آلهتهم (داجون وبعل وعشتار) وكان الفلسطينيون من أوائل من استعمل الحديد وعملوا على تصنيعه والتجارة به ومن هذه الصناعة استمدوا قوتهم العسكرية.
تذكر المصادر المصرية أن الفلسطينيين أسسوا في القرن الثاني عشر قبل الميلاد خمس مدن رئيسية هي: غزة وجات وأسدود وعسقلان وأكرون وكانت تمثل كل مدينة دولية مستقلة بذاتها وكانت تعقد تحالفاً فيما بينها لصد أي هجوم خارجي أو من أجل دفع التهديد المصري والأشوري و اضطروا في أيام الملك تغلات فلاسر الثالث في (القرن الثامن قبل الميلاد) إلى دفع الجزية للأشوريين بعد السيطرة على الجزء الجنوبي والساحلي من فلسطين إذ فقدت تلك المدن الاستقلال السياسي لكن المصادر التاريخية ظلت تذكرهم كمدن قائمة بذاتها حتى مجيء قوات الإسكندر المقدوني إلى المنطقة ودخولهم في تبعية للإمبراطورية الرومانية.
كشفت الحفريات الأثرية في عسقلان (الطبقتان السادسة والسابعة) عن مخلفات المدينة الفلسطينية فوق طبقات من العصر البرونزي الأخير وتحت مبان من العهد الروماني في الطبقات العليا وأظهرت أعمال التنقيب في أسدود (الطبقات 11و12) عن قلعة تضمنت لُقى فخارية وحلياً وتمثالاُ لامرأة على شكل كرسي العرش بالإضافة إلى بعض الأختام من القرن الثاني عشر قبل الميلاد وقد اتسعت المدينة في القرن الحادي عشر قبل الميلاد خارج حدود القلعة وكان معظم المباني من الطوب وهي منتظمة الشكل مما يدل على أنه خطط لها مسبقاً وعثر في الطبقة 11 أيضاً على عدد من أفران الفخار مما يدعو إلى القول بأن المدينة كانت مركزاً هاماً لهذه الصناعة ولم يقتصر وجود مثل هذه اللقى في الموقعين الساحليين المشار إليهما قبل وإنما ظهرت بوضوح في تل المتسلم (مرج ابن عامر) وبيسان وتل بيت مراسيم وتل جمة وتل الفارعة الجنوبي وعين شمس وغيرها وتظهر في بعض المواقع الفلسطينية الأردنية (بيسان وتل الفارعة الجنوبي وعمان وسحاب) وتوابيت فخارية كبيرة الحجم لها شبهاً في كثير من المواقع المصرية ولم تكن عادة الدفن المشار إليها متبعة في فلسطين قبل هجرات شعوب البحر إلى فلسطين واستمر ظهور هذه التوابيت حتى القرن السادس عشر قبل الميلاد.
انصب اهتمام الباحثين في القرنين الأخيرين ولاسيما أجداد و علماء التوراة على فترات العصر الحديدي من أجل توضيح أو إثبات صحة الكتاب المقدس و قد سعى الصهيونيون العاملون في الآثار في العقود الستة الأخيرة إلى ربط آثار العصر الحديدي بالتاريخ الإسرائيلي اليهودي لإيهام العالم بالحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين وقد ساعد أسلوب الباحثين التوراتيين على اغتصاب وسرقة المادة الحضارية وتشويهها بالربط القسري بين المكتشفات الأثرية والعهد القديم وليس المطلوب هنا التغاضي عن أهمية التوراة واستعمالها في توضيح أبعاد تاريخية في الحوادث التي تؤيدها مصادر تاريخية أخرى ولكن دراسة الآثار والتاريخ لا تعطي ولا تسلب حقاً الأمر الذي فيه أن اليهود ليس لهم حق تاريخي في فلسطين ثم إن فصول العهد القديم تتضمن معلومات معاصرة للأحداث نفسها لذلك لا يجوز جعل العهد القديم الكتاب التاريخي للمنطقة أو استعماله دون تحفظ في تفسير المكتشفات الأثرية وتسلسلها الزمني.
يفترض المختصون في الدراسات التوراتية أن قبائل عبرية عبرت إلى فلسطين مع نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد وبداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد ولكن الشواهد الأثرية التي أثبتت ذلك تجعل هذا الافتراض يكون معدوماً وقد ذكر التوراتيون مكتشفات أثرية بما يسمونه العهد الإسرائيلي المبكر والتعرف على طبيعتها وواقع الأمر أنه لا توجد حقبة زمنية في فلسطين مشوبة بالمغالطات والتعقيد ويتجلى ذلك في العصر الحديدي أكثر من أي فترة أخرى ولا شك في أن السبب الرئيس يعود إلى المنهج الصهيوني والتوراتي التقليدي وما يتضمنه من أهداق سياسية وعنصرية تتفق مع المطامع الصهيونية الحالية في فلسطين وبهذا يتضح جلياً أن اليهود وهم بل أوهام كبيرة في فلسطين .
لا يعلم حتى الآن إلاَّ في الروايات التوراتية المختلف عليها متى وأين استقرت القبائل العبرية الوارد ذكرها في سفر القضاة من العهد القديم وقد أظهرت الحفريات الأثرية مكتشفات كثيرة من العصر الحديدي المبكر لكن ليس بالإمكان نسب أي من هذه المكتشفات و الوثائق المكتوبة (وهي قليلة) أو غير المكتوبة إلى ما يسمى بالعصر الإسرائيلي المبكر تقول كاثلين كنيون إن القدس ظلت حتى مستهل الألف الأول قبل الميلاد في أيدي القبيلة الكنعانية المعروفة باليبوسيين وحسب الرواية التوراتية استولى داود على مدينة القدس سنة 995 ق.م. وبدأ داود و ابنه سليمان سياسة توسعية على حساب الممالك المجاورة: الفلسطينيون في الشمال والغرب العمونيين والمآبيين والأيدوميين في الشرق والجنوب والآراميين في الشمال ولكن هذه الحوادث تبقى غير مؤيدة أثرياً بالحقائق والبراهين و المنطقة كلها في هذه الفترة ما زالت تفتقر إلى مصادر مكتوبة ذات قيمة تاريخية.
انقسمت المملكة اليهودية بعد موت سليمان (931ق.م.) إلى مملكتين: يهودا وإسرائيل واشتد الصراع بينهما من جهةٍ والممالك الشرقية (العمونية والمآبية والإيدومية) من جهةٍ أخرى.
وأهم وثيقة أصلية تُذكر في هذا المقام هي مسلة ميشع التي عثر عليها سنة 1868م في ذبيان إلى الجنوب من عمان وتمثل المسلة حتى الآن أطول نص من القرن التاسع قبل الميلاد إذ تتضمن أكثر من 34 سطراً بالخط المآبي وتروي المنجزات العمرانية للملك المؤابي ميشع (حوالي 850 ق.م.) وانتصاره على ملكي إسرائيل عمري وأخاب ، والواضح أن الكرك وذبيان كانتا عاصمتين للمآبيين مما يعتقد أن مملكتهم امتدت حتى وادي الواله أو مدأبا شمالاً ووادي الحسا جنوباً أما الأيدوميون فقد اتخذوا من بصى (بصيرة الحالية) جنوب الطفيلة عاصمة لهم كما سيطروا على وادي عربة وجنوب فلسطين وكانت عمان (ربة عمون) عاصمة للعمونيين.
والمعلومات التاريخية قليلة جداً عن هذه الممالك الثلاث قبل الألف الأول قبل الميلاد بل تكاد تقتصر على الرواية التوراتية التي تشير إلى أن هذه الممالك كانت قائمة عند اجتياز القبائل العبرية شرق الأردن ثم يتضح الأمر بعد اكتشاف حجر ميشع وعدداً آخراً من الكتابات من القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد ويعتقد أنها تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد وقد كشفت الحفريات الأثرية عدداً من مدنهم وقراهم وحصونهم وأوانيهم الفخارية بالإضافة إلى مجموعة من القطع المنحوتة كالمسلات والتماثيل والأختام والحلي المتنوعة.
وفي الوقت الذي أخذت فيه هذه الممالك كلها غرب النهر وشرقه تستعيد نشاطها وقوتها حيث بدأت نشأة هذه المدن والحصون وأصبحت تستغل المواد الخام المتوفرة في المنطقة ولاسيما الحديد والنحاس وداهمها الأشوريون مرات كثيرة ومن أهم الحملات العسكرية الأشورية التي شنتها أدد نيراري (800ق.م.) وتغلات فلاسر الثالث (745 ق.م.) وسنحاريب (705ق.م.) وابنه أسرحدون (680ق.م.).
وبذلك أصبحت المنطقة تخضع للحكم الأشوري وتُدفع له الجزية و تجلى ذلك بعد سقوط نينوى آخر عاصمة للأشوريين سنة 612 ق.م و ظهر البابليون قوة رئيسة مكانهم وأعادوا إلى سيطرتهم جميع الممالك بما فيها الأرامية ولم تقم فلسطين بدور رئيس على المسرحين السياسي والعمراني منذ السيطرة البابلية عليها وحتى الهجوم اليوناني سنة 330ق.م..
و تعد مواقع العصر الحديدي بالمئات لكن أهم المواقع الرئيسة التي كشف فيها هي: عسقلان وأسدود في الساحل الفلسطيني وسبسطية وتل الفارعة الشمالي وتل بلاطة بالقرب من نابلس وبيسان وتل تعنك وتل المتسلم في مرج ابن عامر وتل القدح وخربة الكرك وتل القاضي في منطقتي كبرية والحولة وأريحا وتل دير علا وتل المزار وتل السعيدية وطبقة فحل في وادي الأردن والقدس وبيتين وخربة الطبيقة والجيب والتل (عاي) في منطقة القدس وتل الفارعة الجنوبي وتل الشيخ أحمد العريني وتل الدوير وتل جمة وتل الحسي وتل بيت مرسيم وتل عراد وخربة مشاس وتل أبي حوام في جنوب فلسطين وعمان وسحاب وحسبان وعراعر إلى الجنوب الشرقي من عمان وبصيرة وتل خليفة جنوب الأردن( ).





المراجع

سامي سعيد الأحمد: تاريخ فلسطين القديم - بغداد 1979.
2- د.حسين الشرف " فلسطين من فجر التاريخ إلى القرن الأول الميلادي"-الهيئة العامة للكتاب-الجزء الأول-–ص38-44
3 -أديب العمري –"عروبة فلسطين في التاريخ" -المكتبة العصرية-صيدا 1972 –ص43-47
4- سعدي بسيسو –"الصهيونية"-دار المعرف-القدس 1945
5 - د.أسامة محمد أبو نحل-"تاريخ فلسطين القديم"-الفصل الأول –الطبعة 2001
- أديب العامري-عروبة فلسطين في التاريخ-المكتبة العصرية-صيدا-1972
- يوسف سامي اليوسف –تاريخ فلسطين عبر العصور –ص12-49 --مطبعة الأهالي-دمشق 1988
6 - مصطفى الدباغ-بلادنا فلسطين-القسم الأول-الجزء الأول –بيروت-دار الطليعة 1965-ص366
7 فيليب حتي: تاريخ سورية ولبنان وفلسيطن- بيروت 1958.
8 الموسوعة الفلسطينية: القسم الثاني –الدراسات الخاصة-المجلد الثاني-بيروت 1990-الطبعة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عروبة فلسطين عبر عصور التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجدل بني فاضل - دمعة رسمتها فلسطين :: دمعـــــة الشاب الفلسطيني-
انتقل الى: